ثمّ قرأت : (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً)(١) ، فقال : «هذه فيكم ، إذا ذكرتم فضلنا لم تشكوا».
ثم قرأت : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)(٢) ، إلى آخر السورة ، فقال : «هذه فينا» (٣).
وقال علي بن إبراهيم القميّ : قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) وأثام : واد من أودية جهنّم ، من صفر مذاب ، قدّامها خدّة (٤) في جهنّم ، يكون فيه من عبد غير الله ، ومن قتل النفس التي حرم الله ، ويكون فيه الزناة ، ويضاعف لهم فيه العذاب ، (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ) إلى قوله (وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً)(٥) ، يقول : لا يعود إلى شيء من ذلك بالإخلاص ، ونيّة صادقة (٦).
وقال علي بن إبراهيم أيضا ، في قوله : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) إلى قوله : (يَلْقَ أَثاماً) ، قال : واد في جهنم يقال له أثام ، ثم استثنى عزوجل ، فقال : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ)(٧).
__________________
(١) الفرقان : ٧٣.
(٢) الفرقان : ٧٤.
(٣) المحاسن : ص ١٧٠ ، ح ١٣٦.
(٤) الخدّة : الحفرة تحفرها في الأرض مستطيلة. «لسان العرب ـ خدد ـ ج ٣ ، ص ١٦٠».
(٥) الفرقان : ٧١.
(٦) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١٦.
(٧) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١٧.