حاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٠) مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١) إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤٢) وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ) (٤٣) [سورة العنكبوت : ٣٩ ـ ٤٣]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القمي ، في قوله تعالى : (وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ) : فهذا ردّ على المجبرة الذين زعموا أن الأفعال لله عزوجل ولا صنع لهم فيها ولا اكتساب ، فردّ الله عليهم ، فقال : (فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ) ، ولم يقل بفعلنا به ، لأن الله عزوجل أعدل من أن يعذّب العبد على فعله الذي يجبره عليه. فقال الله : (فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً) ، وهم قوم لوط (وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ) ، وهم قوم شعيب وصالح (وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ) ، وهم قوم هود (وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا) ، وهم فرعون وأصحابه.
ثم قال : قال الله عزوجل تأكيدا وردّا على المجبرة : (وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ، ثم ضرب الله مثلا فيمن اتّخذ من دون الله أولياء ، فقال : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً) ، وهو الذي نسجته العنكبوت على باب الغار الذي دخله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو أوهن البيوت ـ قال ـ فكذلك من اتّخذ من دون الله أولياء.
ـ وقال أبو جعفر عليهالسلام : «هي الحميراء» (١) ـ.
ثم قال : (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) ، يعني
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٤٣٠ ، ح ٧.