يوجب الهرج والمرج واختلال النظام ، ومفاسد أخرى لا تخفى على أحد.
وهذا لو لم يعد دليلا على القاعدة ولكن يمكن أن يكون سببا لانصراف العمومات والإطلاقات الواردة في العقوبات وشبهها مما صدر في حال الكفر.
أضف الى ذلك لزوم العسر والحرج الشديد من عدم جب الإسلام عما قبله وهذا وان لم يكن دليلا عاما شاملا لجميع مصاديقه ، ولكن يشمل كثيرا منها وكيف لا يجب الإسلام عما قبله وقد قال الله تعالى (هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(١).
وقوله صلىاللهعليهوآله : «بعثت الى الشريعة السمحة السهلة» (٢) وأي حرج أعظم من ان يؤخذ بعد إسلامه بما فعله في حال الكفر؟ وأي سهولة وسماحة في دين يؤاخذ من دخل فيه بما صدر منه قبل ذلك ولو بسنين كثيرة؟
نعم هذا الدليل كما قلنا لا يجري في جميع موارد قاعدة الجب ولكن كثير من مصاديقها داخلة فيه فهو مؤيد لما سبق أيضا.
الى هنا تمَّ الكلام في قاعدة الجب بعون الله تعالى في يوم الاثنين ٢٨ ذي الحجة سنة ١٤٠٤.
__________________
(١) سورة الحج : الاية ٧٨.
(٢) رواه في صحيح البخاري في المجلد الأول ص ١٦ باب الدين يسر ، عنه (ص) ولكن متن الحديث هكذا : أحب الدين الى الله الحنفية السمحة وعن مسند احمد ج ٦ ص ١١٦.