السقيا ـ وهى متصلة (اليوم) بالمدينة (١) ـ يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من شهر رمضان.
ثم روى عن الأشجعي : أن النبيّ أمر أصحابه أن يستقوا من بئرهم يومئذ وشرب منه.
وروى عن عمرو بن أبي عمرو : أنّ النبيّ كان أوّل من شرب ذلك اليوم (٢) أي نهار اليوم الأوّل من سفره في شهر رمضان بعد فرض الصيام فيه. وبعد يوم أو يومين ـ قال الواقدي ـ نادى مناديه : يا معشر العصاة إنّي مفطر فأفطروا! وذلك أنّه قد كان قال لهم قبل ذلك : أفطروا ، فلم يفعلوا (٣).
هذا ما ذكره الواقدي في إفطار الصوم ، ولا نجد فيه ولا في غيره عن قصر الصلاة شيئا ، إلّا أنّنا نجد في آخر أخبار بدر وما بعدها أمرين يدلّان على أنّ إضافة ركعتي السنّة الواجبة على الفريضة الاولى كان قبل بدر :
الأوّل : أنّ من شهداء بدر : عمير بن عبد عمرو ذو اليدين أو ذو الشمالين ، من حلفاء بني زهرة ، من المهاجرين (٤).
وقد روى المشايخ في الكتب الأربعة عدّة أخبار بأسانيد صحاح عن : أبي بصير ، وأبي بكر الحضرمي ، وأبي سعيد القماط ، وجميل بن درّاج ، والحارث بن المغيرة النضري ، وزيد الشحّام ، وسعيد الأعرج ، وسماعة بن مهران ، وغيرهم : أنّ رسول الله صلّى بالناس الظهر ركعتين ، فقال له ذو الشمالين : يا رسول الله ،
__________________
(١) وفي تحديد محل السُقيا انظر كتاب : المساجد والاماكن الأثرية المجهولة لعبدالرحمان خويلد الحجازي وعنه في مجلة ميقات الحج ٣ : ٢٧٦.
(٢) مغازي الواقدي ١ : ٢١.
(٣) مغازي الواقدي ١ : ٤٧ ، ٤٨ ، وانظر الكافي ٤ : ١٢٧ ، والفقيه ١ : ٤٣٥ ، والتهذيب : ٤١٣.
(٤) سيرة ابن هشام ٢ : ٣٣٧. والواقدي ١ : ١٤٥.