قال القمي في تفسيره فلما كان على ليلة من بدر (١) بعث بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء (٢) ، يتجسّسان خبر العير. فأتيا ماء بدر ، وأناخا راحلتيهما ، وسمعا جاريتين قد تشبّثت احداهما بالاخرى تطالبها بدرهم كان لها عليها ، فقالت الاخرى : عير قريش نزلت أمس في موضع كذا وكذا (٣) ، وهي تنزل غدا هاهنا وأنا أعمل لهم وأقضيك.
فرجع (الرجلان) الى رسول الله فأخبراه بما سمعا (٤).
__________________
١ : ٤٤٧ ط طهران. وروى فيه عنه عليهالسلام قال : سافر رسول الله صلىاللهعليهوآله الى ذي خشب ، وهي مسيرة يوم من المدينة يكون إليها بريدان ـ أربعة وعشرون ميلا ـ فقصّر وأفطر فصارت سنّة ١ : ٤٣٥. ورواه الطوسي في التهذيب ١ : ٤١٥ عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : في كم يقصّر الرجل؟ فقال : في بياض يوم أو بريدين ، فان رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج الى ذي خشب فقصّر. فقلت : فكم ذو خشب؟ فقال : بريدان. بدون تعيين لتاريخ الوحي والسفر. ولعله كان بعد بدر ، ولذلك روى الواقدي افطار الصوم في بدر دون قصر الصلاة.
(١) في إعلام الورى ١ : ١٦٨ : وبدر بئر منسوبة الى رجل من غفار يقال له بدر. وفي مجمع البيان ٤ : ٨٠٤ بدر رجل من جهينة ، والماء ماؤه فسمي به ، وقال الواقدي ١ : ٤٤ : كان بدر موسما من مواسم الجاهلية وأسواقها.
(٢) في القمي : بشير بن أبي الرعباء ومجد بن عمر. وأثبتنا ما في ابن هشام والواقدي واليعقوبي والطبري. وأظن أن بشير مصحّف بسبس ومجدّ مصحّف عدي مع تقديم وتأخير. كما لا ريب أن الرعباء مصحّف الزغباء. نعم ذكر ابن اسحاق : مجديّ بن عمرو ، ولكنه كان نازلا على ماء بدر وليس أحد الرجلين.
(٣) في الواقدي ١ : ٤٠ : قد نزلت الرّوحاء على ميلين من عرق الظبية.
(٤) قال الواقدي ١ : ٤٠ : لقياه بعرق الظبية من الروحاء على ميلين. وفي : ٥١ قال : لقياه في المعترضة بعد الخبيرتين والخيوف وقبل بدر.