أمرك فقد كنت علينا. ثم قال له : انكم خاصمتم الله فخصمكم.
ثم قال رسول الله لعقيل : يا أبا يزيد ، قد قتل الله أبا جهل بن هشام ، وعتبة ابن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، ونبيه ومنبّه ابني الحجّاج ، ونوفل بن خويلد ، وسهيل ابن عمرو ، وفلانا وفلانا (١).
فقال عقيل : فان كنت قد اثخنت القوم إذا لا تنازع في تهامة ، وإلّا فاركب أكتافهم! فتبسم رسول الله من قوله (٢).
وكان القتلى (من المشركين) سبعين (٣) قتل منهم علي عليهالسلام عشرين
__________________
(١) وعدّ منهم النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط. ثم يذكر أنهما قتلا بالاثيل في رجوعهم من بدر ١ : ٢٦٩.
(٢) وروى مثله الحميري في قرب الاسناد عن الصادق عن الباقر عليهماالسلام ، كما في الميزان ٩ : ١٣٩.
(٣) منهم فتية من قريش سمّى خمسة منهم ابن اسحاق والواقدي وان كان الواقدي ذكرهم سبعة. قالوا عنهم : انهم كانوا قد أسلموا ورسول الله بمكة. فلما هاجر رسول الله الى المدينة حبسهم آباؤهم وعشائرهم بمكة وفتنوهم فافتتنوا ، فخرجوا معهم الى بدر وهم على الشك والارتياب ، فلما قدموا بدرا ورأوا قلة أصحاب النبي قالوا : غرّ هؤلاء دينهم! وهم مقتولون الآن فاصيبوا في بدر جميعا. وفيهم يقول الله تبارك وتعالى : (إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ : غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) إلى آخر الآيات وفيها : (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ* فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) وفيها : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ ، هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ* وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال : ٤٩ ـ ٦٣ مغازي الواقدي ١ : ٧٢ و ٧٣ وابن