وروى الطبري في تاريخه بسنده عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي أنه بلغه عن خطبة رسول الله في أول جمعة صلّاها في بني سالم بن عوف بالمدينة أنه قال : الحمد لله ، أحمده وأستعينه ، وأستغفره واستهديه ، وأومن به ولا اكفره ، وأعادي من يكفره. وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى والنور والموعظة ، على فترة من الرسل وقلّة من العلم ، وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان ، ودنوّ من الساعة وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى وفرّط وضلّ ضلالا بعيدا. اوصيكم بتقوى الله ، فان خير ما أوصى به المسلم المسلم : أن يحظّه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله. فاحذروا ما حذّركم الله من نفسه ، وإن تقوى الله لمن
__________________
تاريخ المدينة ١ : ١٦١ و ١٦٢ بسنده عن ابن اُقيش قال : كان صلّى الله عليه وآله يتوضّأ من المهراس (= الحوض الصخري) الذي كان في دار سعد بقُباء وتوضّأ من بئره الغرس وأهرق بقية وضوئه فيها ، وروى عن الباقر عليه السلام أربع روايات تقول : إنّه صلّى الله عليه وآله كان يشرب من بئر سعد بن خيثمة في قباء يقال لها الغرس. وزاد ابن سعد في الطبقات ١ : ٥٠٣ أنّه قال : هي عين من عيون الجنّة. ويسمّيها الناس اليوم يئر الفُرس أو بالتصغير : الفُريس. وذكرها السمهودي في وفاء الوفاء ٢ : ١٤٥ وقال : هي على نصف ميل إلى الشمال من مسجد قُباء. وفي تأريخ معالم المدينة : ١٨٣ : عن المطري قال : هي بئر كثيرة الماء وعرضها عشرة أذرع وطولها يزيد على ذلك ، وماؤها تغلب عليه الخضرة ولكنّه عذب طيّب ، اشتراها الخواجة حسين القاواني وعمّرها وحوّط عليها بحديقة وأنشأ بجانبها مسجداً عام ٨٨٢ هـ وقال عبدالرحمان خويلد في المساجد والمساكن الأثرية المجهولة : هي الآن جافة ، ومكانها على يسار القادم من قربان أو مسجد قُباء إلى باب العوالي خلف الاشارة الضوئية من شرقها بمسافة نصف كم بمحاذاة معهد دار الهجرة ومدارس الشاوي الأهليّة في غربيّها ، وهي الآن مسوّرة من جهاتها الأربع فلا يمكن رؤيتها إلّا بالصعود على سورها ، كما في مجلّة ميقات الحجّ ٧ : ٢٧٠.