فلما أرادوا أن يغزوا رسول الله صلىاللهعليهوآله الى احد ساروا في حلفائهم من كنانة وغيرها ، فجمعوا الجموع والسلاح (١).
وخرجوا من مكة في ثلاثة آلاف (٢) : ألف فارس وألفي راجل. وأخرجوا معهم النساء يذكّرنهم ويحثّثنهم على حرب رسول الله ، وخرجت معهم هند بنت
__________________
ـ من شهر ثم ناحوا شهرا ولم يتمكن أبو سفيان من منعهم ثم منعهم نوفل بن معاوية وقد قربوا من موسم الحج بعد بدر.
(١) القمي ١ : ١١١. وروى الواقدي بأسناده : أن قريشا كانوا اذا قدموا بالعير مكة وأهل العير غائبون أوقفوها في دار الندوة حتى يحضر أهلها فلما قدم أبو سفيان مكة في أيام بدر أوقفها في دار الندوة ولم يفرّقها لغيبة أهلها. فلما رجع من حضر بدرا من المشركين الى مكة مشى أشرافهم الى أبي سفيان فقالوا : يا أبا سفيان ، انظر هذه العير .. إنها أموال أهل مكة ولطيمة قريش ، وهم طيّبوا الأنفس أن يجهّزوا بهذه العير جيشا الى محمد ، وقد ترى من قتل من آبائنا وأبنائنا وعشائرنا. فاحتبس العير لذلك.
قال أبو سفيان : وقد طابت أنفس قريش بذلك؟ قالوا : نعم. قال : فانا أول من أجاب الى ذلك وبنو عبد مناف معي ، فانا والله الموتور الثائر ، قد قتل ابني حنظلة ببدر وأشراف قومي.
وكانت العير الف بعير ، والمال خمسين الف دينار ، وكانوا يربحون للدينار دينارا. فيقال : قالوا له : يا أبا سفيان ، بع العير ثم اعزل أرباحها. فأخرج القوم أرباح العير ، وانما أخذ من لا عشيرة له ولا منعة كل ما كان لهم في العير ١ : ١٩٩ ، ٢٠٠ ولعله باعها في الموسم.
(٢) وكذلك في ابن هشام ٣ : ٧٠ وقال الواقدي : خرجت قريش وهم ثلاثة آلاف بمن انضم إليهم ، وكان فيهم من ثقيف مائة رجل .. على ثلاثة آلاف بعير وفيهم سبعمائة دارع ، وقادوا مائتي فرس ١ : ٢٠٣ وفي اعلام الورى ١ : ١٧٦ والمشركون في ألفين. وفي المناقب ١ : ١٩١ في ثلاثة آلاف ويقال في الفين لهم سبعمائة درع ومنهم مائتا فارس والباقون ركب.