فشدّ عليه طلحة ، فاتقاه أمير المؤمنين بالجحفة (الترس) ، ثم ضربه أمير المؤمنين عليهالسلام على فخذيه فقطعهما جميعا ، فسقط على ظهره وسقطت الراية ، فذهب علي عليهالسلام ليجهز عليه فحلّفه بالرحم فانصرف عنه ، فقال المسلمون : الا أجهزت عليه؟ قال : قد ضربته ضربة لا يعيش منها أبدا.
وأخذ الراية ابو سعيد بن أبي طلحة ، فقتله علي عليهالسلام وسقطت الراية الى الارض.
__________________
يجسر عليه أحد بمكّة لموضع أبي طالب ، فأغروا به الصبيان ، فكانوا إذا خرج رسول الله يرمونه بالحجارة والتراب ، فشكى ذلك إلى علي عليهالسلام فقال : بأبي أنت وامّي يا رسول الله ـ اذا خرجت فأخرجني معك. فخرج رسول الله ومعه علي عليهالسلام فتعرض الصبيان لرسول الله كعادتهم ، فحمل عليهم أمير المؤمنين عليهالسلام وكان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم ؛ فكانوا يرجعون باكين الى آبائهم ويقولون : قضمنا علي ، قضمنا علي فلذلك سمّي القضيم ١ : ١١٤.
وروى ابن هشام ٣ : ٧٨ : أن ابا سعيد بن أبي طلحة لما خرج بين الصفّين فنادى : أنا قاصم من يبارزني ، فمن يبارز برازا؟ فلم يخرج إليه أحد! فقال : يا أصحاب محمد! زعمتم أن قتلاكم في الجنة وأن قتلانا في النار! كذبتم واللّات! لو تعلمون ذلك حقا لخرج الي بعضكم!
فخرج إليه علي بن أبي طالب .. فتقدم وقال : أنا أبو القصم!
فناداه ابو سعد بن أبي طلحة وهو صاحب لواء المشركين ، قال : هل لك ـ يا أبا القصم ـ من حاجة في البراز؟ قال : نعم. فبرزا بين الصفّين فاختلفا بضربتين فضربه علي فصرعه. فقيل قتله ، وقيل : انه انصرف عنه ولم يجهز عليه ، فقال له أصحابه : أفلا أجهزت عليه؟! فقال : انه استقبلني بعورته! فقيل : إن سعد بن أبي وقاص طعنه فقتله ٣ : ٧٨.
والقصم : الكسر البين ، ويبدو أن أبا القصم تصحيف عن القضيم بمعنى القاضم أي الذي كان يقضم الآذان والانوف ، وان رغمت انوف!.