__________________
ـ وعليه المغفر ، فجعلت أصيح ، هذا رسول الله حيّا سويّا. فجعل رسول الله يومي إليّ بيده على فيه : أن اسكت. ثمّ دعا بلأمتي ـ وكانت صفراء ـ فنزع لأمته ولبسها. ١ : ٢٩٤.
وانتهى رسول الله إلى الشعب وأصحابه في الجبل أوزاع (متفرّقون) يذكرون مقتل من قتل منهم ويذكرون ما جاءهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله. ١ : ٢٩٣.
فروى عن رافع بن خديج قال : كنت إلى جنب أبي مسعود الأنصاري وهو يذكر من قتل من قومه ويسأل عنهم فيخبر برجال منهم ، منهم : سعد بن الربيع وخارجة بن زهير ، وهو يسترجع ويترحّم عليهم. وبعضهم يسأل بعضا عن حميمه فهم يخبر بعضهم بعضا.
قال أبو أسيد الساعدي : لقد رأيت أنفسنا وإنّا لسلم لمن أرادنا لما بنا من الحزن! فالقي علينا النعاس فنمنا حتى تناطح الجحف (التروس من جلود).
وقال أبو اليسر : لقد رأيت نفسي يومئذ في أربعة عشر رجلا من قومي إلى جنب رسول الله وقد أصابنا النعاس (أَمَنَةً مِنْهُ) ، ما منهم رجل إلّا يغطّ غطيطا ، حتى تناطح الجحف ، ولقد رأيت سيف بشر بن البراء بن معرور سقط من يده وما يشعر به ، وتثلّم.
وقال أبو طلحة : القي علينا النعاس ، حتى سقط سيفي من يدي ، وإنّما أصاب أهل الإيمان واليقين ، ولم يصب أهل النفاق والشكّ ، فكانوا يتكلّمون بما في أنفسهم.
وقال الزبير بن العوّام : غشينا النعاس ... فسمعت معتّب بن قشير ـ وأنا كالحالم ـ يقول : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا. ١ : ٢٩٦. وفيه نزلت الآية ١٥٤ من سورة آل عمران : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا ...).
فبينا هم على ذلك إذ ردّ الله كتائب المشركين فإذا عدوّهم قد علوا فوقهم ، ليذهب الله