__________________
ـ ثمنا من أهل مكّة.
فأمّا خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة وعبد الله بن طارق فاستأسروا.
وأمّا عاصم بن ثابت ومرثد وخالد بن بكير ومعتّب بن عبيد فأبوا أن يقبلوا أمانهم وجوارهم فقاتلوهم حتى قتلوا.
وخرجوا بخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبد الله بن طارق إلى مكّة ، وفي مرّ الظهران نزع عبد الله بن طارق يده من رباطه وأخذ سيفا ، فانفرجوا عنه ورموه بالحجارة حتى قتلوه ، فقبروه.
وخرجوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة إلى مكّة ، فدخلوا بهما في شهر ذي القعدة الحرام.
فأمّا خبيب فابتاعه حجير بن أبي إهاب بخمسين بعيرا أو ثمانين مثقالا من الذهب ـ وقيل اشترته ابنة الحارث بن عامر بمائة من الإبل ـ وإنّما اشتراه حجير لابن أخيه عقبة بن الحارث ليقتله بأبيه المقتول ببدر. فحبس حجير خبيبا في بيت مولاة لبني عبد مناف يقال لها ماويّة.
وأمّا زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن اميّة بخمسين بعيرا ليقتله بأبيه ، فحبسه عند ناس من بني جمح أو عند غلامه نسطاس (الرومي) ١ : ٣٥٥ ـ ٣٥٧ لتنسلخ الأشهر الحرم فيخرجوهم من الحرم فيقتلوهم بالتنعيم أوّل الحلّ كما في السيرة ٣ : ١٨١ ، والمغازي ١ : ٣٥٨. ولذلك فنحن نؤجّل مقتلهم إلى حينه. بل يبدو من قوله : دخلوا بهما إلى مكّة في شهر ذي القعدة الحرام : أنّ مؤامرة بني لحيان من هذيل من خلال رجال من عضل والقارة والديش وفودهم إلى المدينة وتظاهرهم بالإسلام ودعوتهم دعاة الإسلام إلى قومهم في بطن الرجيع وارتحالهم إلى هناك وحتى الوقعة لم يكن كلّ ذلك في ذي القعدة بل كان قبله في أواخر شوّال ، وإلّا لكانت تذكر حرمة الأشهر قبل ذلك ، وعليه فقدوم القوم إلى المدينة