«بحار الانوار» عن «المنتقى» قال في سياق حوادث السنة الرابعة : وفيها سرق ابن ابيرق (١).
وقال القمي في تفسيره لقوله ـ سبحانه ـ : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً)(٢) : كان سبب نزولها : أنّ قوما من الأنصار من بني ابيرق إخوة ثلاثة كانوا منافقين : بشر وبشير ومبشّر ، فنقّبوا على عمّ قتادة بن النعمان ، وكان قتادة بدريّا ، فسرقوا منه سيفا ودرعا وطعاما كان قد أعدّه لعياله ، فشكى قتادة ذلك إلى رسول الله قال : يا رسول الله ، إنّ قوما نقبوا على عمّي وأخذوا سيفا ودرعا وطعاما كان قد أعدّه لعياله.
وكان مع بني ابيرق في الدار رجل مؤمن يقال له لبيد بن سهل ، فقال بنو ابيرق لقتادة : هذا عمل لبيد بن سهل! فبلغ ذلك لبيدا فأخذ سيفه وخرج عليهم فقال : يا بني ابيرق ، أترمونني بالسرقة؟! وأنتم أولى بها منّي! انكم منافقون تهجون رسول الله وتنسبون ذلك إلى قريش! لتبيّنن ذلك أو لأملأنّ سيفي منكم! فبرّأوه من ذلك.
ثمّ مشوا إلى رجل من رهطهم يقال له اسيد بن عروة وكان منطيقا بليغا ، وطلبوا منه أن يبرّئهم عند رسول الله من قول قتادة.
فمشى اسيد بن عروة إلى رسول الله فقال : يا رسول الله ، إن قتادة بن النعمان عمد إلى أهل بيت منّا أهل شرف وحسب ونسب فرماهم بالسرقة واتهمهم بما ليس فيهم.
__________________
(١) بحار الانوار ٢٠ : ١٨٤ عن المنتقى : ١٢٦ ـ ١٢٨ وقال المجلسي : سيأتي شرح القصّة في باب أحوال أصحابه. ولم أجده فيه.
(٢) النساء : ١٠٥.