أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)(١). ونزلت في بشير وهو بمكة : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً)(٢).
ورواه الطوسي في «التبيان» عن عدة منهم مجاهد وعكرمة عن ابن عباس ، إلّا أنّه قال إنّهم اتهموا بذلك يهوديا يقال له زيد بن السمين ، بدلا عن لبيد بن سهل. وأضاف : أنّ بشيرا لمّا مضى إلى مكّة نزل على سلامة بنت سعد بن شهيد امرأة من الأنصار كانت في بني عبد الدار بمكة ، فهجاها حسّان بن ثابت قال :
وقد أنزلته بنت سعد وأصبحت |
|
ينازعها جلد استها وتنازعه |
ظننتم بأن يخفى الذي قد صنعتم |
|
وفينا نبيّ عنده الوحي واضعه |
فحملت رحله على رأسها وألقته بالأبطح وقالت : ما كنت تأتيني بخير ، أهديت إليّ شعر حسّان!
فلم يزالوا بمكّة مع قريش حتّى فتحت مكة فهربوا إلى الشام (٣).
__________________
(١) النساء : ١١٣.
(٢) النساء : ١١٥ ، وليس معنى هذا أنّ الآية ١١٤ خارجة عن السياق بل هي منه غير مذكورة في الخبر ، وهي : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) ولعلّها تبرّئ اسيد ابن عروة وأنّه ما أراد إلّا الإصلاح. والخبر في تفسير القمي ١ : ١٥٠ ـ ١٥٢.
(٣) التبيان ٣ : ٣١٦ و ٣١٧ ، ونقله الطبرسي في مجمع البيان ٣ : ١٦١ بتغيير يسير وسمّى عم قتادة : رفاعة بن زيد.