«السيرة الحلبية» أيضا (١) وهو الظاهر من رواية الحاكم الحسكاني النيشابوري في «المستدرك على الصحيحين» (٢).
وقال ابن سعد في «الطبقات» (٣) والسهيلي في «الروض الانف» والكازروني في «المنتقى» ما معناه : أن النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا قدم المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار على الحق والمواساة يتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام ، فلمّا كانت وقعة بدر أنزل الله تعالى في سورة الأنفال : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) (٤) نسخت هذه الآية ما كان قبلها ، ورجع كل إنسان إلى نسبه وورثه ذو رحمه.
وقال السهيلي : فلما عزّ الإسلام واجتمع الشمل وذهبت الوحشة أنزل الله سبحانه : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) أي في الميراث. ثم جعل المؤمنين كلهم اخوة فقال : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (٥) يعني في التودّد وشمول الدعوة.
وهذا يعني أنّ عقد المؤاخاة كان قبل نزول هذه الآية ، وهذه الآية عمّمت الأخوّة.
__________________
ـ والمجلسي في بحار الأنوار ٣٨ : ٣٣٠ ـ ٣٤٧ عن العامة والخاصة. وذكر ابن عساكر عشرين خبرا بأسنادها في ذلك من الخبر ١٤١ إلى ١٦١ وأضاف المحقّق المحمودي مصادر اخرى للأخبار من صفحة ١١٧ إلى ١٣٢ من القسم الأوّل من ترجمة الإمام علي عليهالسلام من تأريخ دمشق لابن عساكر.
(١) السيرة الحلبية ٢ : ٢٣ و ١٠٢.
(٢) مستدرك الحاكم ٣ : ٤.
(٣) الطبقات ١ : ٢٤٢.
(٤) الانفال : ٧٥.
(٥) الحجرات : ١٠.