وأمّا ابن حبيب في «المحبر» فقد زاد على من ذكرهم ابن اسحاق ستة وثمانين رجلا ، فالمجموع أربعة وعشرون رجلا من المهاجرين والأنصار ، منهم : الحصين بن الحارث بن المطّلب مع رافع بن عنجدة. والطفيل بن الحارث بن المطّلب مع المنذر بن محمد بن عقبة. وعبيدة بن الحارث بن المطّلب مع عمير بن الحمام السّلمي. وعبيدة هو الشهيد ببدر ، ولذلك قالوا : كانت المؤاخاة قبل بدر ولم يكن بعد بدر مؤاخاة ، كما في «المحبر» (١).
وقد آخى رسول الله بين أصحابه مرّتين : اولاهما في مكة ، آخى بين جماعة منهم قبل الهجرة. وعن هذه المؤاخاة الاولى ذكر ابن حبيب في «المحبر» أنه صلىاللهعليهوسلم آخى بين نفسه وعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، وآخى بين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله ، وبين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف ، وبين الزبير بن العوّام وعبد الله بن مسعود ، وبين عبيدة ابن الحارث بن المطّلب وبلال مولى أبي بكر ، وبين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص ، وبين أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة ، وبين سعيد بن زيد وطلحة بن عبيد الله (٢).
ومن ذكره لمصعب بن عمير يعلم أن ذلك كان قبل ارسال الرسول صلىاللهعليهوآله له الى المدينة ، أي قبل الهجرة بسنة تقريبا.
وصرّح ابن سيد الناس بأن هذه المؤاخاة كانت قبل الهجرة (٣) كما جاء في
__________________
(١) المحبّر : ٧٠ ـ ٧١.
(٢) المحبّر : ٧٠ ـ ٧١.
(٣) السيرة لابن سيد الناس ١ : ٢٠٠ ـ ٢٠٣ كما في الغدير ٣ : ١١٤ وقد ذكر الأميني في الغدير عددا من مصادر أخبار المؤاخاة بين النبيّ والوصي ٣ : ١١١ ـ ١٢٥ من العامة.