وروى الصدوق في «الأمالي» بسنده عن الصادق عليهالسلام قال :
__________________
ـ السرير ، ورأوا رسول الله يحمله بين عمودي سريره حين رفع من داره إلى أن أخرج ... وخرج الناس معه.
فلمّا برز إلى البقيع قال : خذوا في جهاز صاحبكم.
فروى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : كنت أنا ممّن حفر له قبره عند دار عقيل ـ اليوم ـ وكان يفوح علينا المسك كلّما حفرنا قبره من تراب حتّى انتهينا إلى اللّحد ... وطلع علينا رسول الله وقد فرغنا من حفرته ووضعنا اللّبن والماء عند القبر ... فوضعه رسول الله عند قبره ثمّ صلّى عليه والناس قد ملأوا البقيع.
فروى عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : نزل في قبره أربعة نفر : ابن أخيه الحارث ابن أوس بن معاذ ، وابن عمّه اسيد بن حضير ، وأبو نائلة ، وسلمة بن سلامة. ورسول الله واقف على قدميه على قبره. فلمّا وضع في لحده تغيّر وجه رسول الله وسبّح ثلاثا ، فسبّح المسلمون ثلاثا حتّى ارتجّ البقيع ، ثمّ كبّر رسول الله ثلاثا ، فكبّر أصحابه ثلاثا حتّى ارتجّ البقيع بتكبيره.
فسئل رسول الله عن ذلك : يا رسول الله رأينا لوجهك تغيّرا وسبّحت ثلاثا؟!
قال : تضايق على صاحبكم قبره ، وضمّ ضمّة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ، ثمّ فرّج الله عنه!
(رواه ابن إسحاق في السيرة ٣ : ٢٦٣).
وروى عن المسور بن رفاعة قال : جاءت أمّ سعد تنظر إليه في اللّحد ، فردّها الناس ، فقال رسول الله : دعوها. فأقبلت حتّى نظرت إليه وهو في اللحد قبل أن يبنى عليه اللّبن والتراب فقالت : احتسبك عند الله!
وعزّاها رسول الله على قبره ، وجعل المسلمون يردّون تراب قبره ويسوّونه. وتنحّى رسول الله فجلس حتّى سوّي على قبره ورشّ على قبره الماء. ثمّ أقبل فوقف عليه فدعا له وانصرف. (مغازي الواقدي ٢ : ٥٢٥ ـ ٥٣١).