وروى عنها الطبرسي في «إعلام الورى» قالت : أتانا رسول الله صلىاللهعليهوآله ونحن على المريسيع ، فكنت أسمع أبي يقول : أتانا ما لا قبل لنا به! وكنت أرى من الناس والخيل والسلاح ما لا أصف من الكثرة.
فلمّا أسلمت وتزوّجني رسول الله ورجعنا جعلت أنظر إلى المسلمين فليسوا كما كنت أرى ، فعرفت أنّه رعب من الله ـ عزوجل ـ يلقيه في قلوب المشركين (١).
__________________
ـ فقال رسول الله : أو خير من ذلك؟
فقالت : ما هو يا رسول الله؟
قال : اؤدّي عنك كتابتك وأتزوّجك؟!
قالت : نعم يا رسول الله قد فعلت!
فأرسل رسول الله إلى ثابت فطلبها منه وأدّى ما كان عليها من كتابتها وأعتقها وتزوّجها. وخرج الخبر إلى الناس ورجال بني المصطلق قد اقتسموا وملكوا ، ووطىء نساؤهم ، فقالوا : أصهار النبيّ! فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي ، فأعتق مائة أهل بيت بتزويج رسول الله إيّاها ، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها.
ثمّ روى بسنده عن مولاة جويريّة عنها قالت : إنّ أبي افتداني من ثابت بن قيس بن شمّاس بما كانت تفتدى به المرأة من السبي ، ثمّ خطبني رسول الله إلى أبي فأنكحني إيّاه. وإنّ رسول الله هو الذي سمّاها جويريّة وكان اسمها برّة.
وروى عنها ـ أيضا ـ قالت : رأيت قبل قدوم النبيّ ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ بثلاث ليال : كأنّ القمر يسير من يثرب حتّى وقع في حجري ، فكرهت أن اخبرها أحدا من الناس حتّى قدم رسول الله ، فلمّا سبينا رجوت الرؤيا ، فلمّا أعتقني وتزوّجني ما كلّمته في قومي ... وما شعرت إلّا بجارية من بنات عمّي تخبرني أنّ المسلمين هم أرسلوهم. فحمدت الله ـ عزوجل ـ ٢ : ٤١١ و ٤١٢ وسيأتي التفصيل عن سبايا بني المصطلق.
(١) إعلام الورى ١ : ١٩٧ وهو لفظ الواقدي بسنده عن مولاة جويرية ٢ : ٤٠٨ و ٤٠٩.