فأحرم بالعمرة وأشعرها عند احرامه ، وأحرم المسلمون ملبّين بالعمرة مشعرين (١).
وكان رسول الله في طريقه يستنفر بالأعراب ليكونوا معه ، فلم يتّبعه احد
__________________
(١) قال ابن اسحاق : وانما ساق معه الهدي وأحرم بالعمرة ليعلم الناس انه إنمّا خرج زائرا للبيت ـ ومعظما له ، فيأمن الناس من حربه ، ٣ : ٣٢٢.
وروى الواقدي ٢ : ٥٧٣ ، أن رسول الله صلّى الظهر بذي الحليفة ، ثم دعا بالبدن فجللت (جعل عليها الجلّ) ثم اشعر عددا منها بنفسه في شقها الايمن وهنّ موجّهات الى القبلة ... ثم أمر ناجية بن جندب باشعار ما بقى ، وقلّدها نعلا. فأشعر المسلمون بدنهم وقلدوهن النعال في رقابهن. ثم دخل رسول الله المسجد (؟) فصلى ركعتين ، ثم خرج ودعا براحلته فركبها من باب المسجد ، فلما انبعثت به مستقبلة القبلة أحرم وهو يقول :
«لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك» وأحرم عامة المسلمين باحرامه. ومعه أمّ سلمة.
ودعا رسول الله بسر بن سفيان الكعبي فقال له : إنّ قريشا قد بلغها اني اريد العمرة فخبّر لي خبرهم ثم القني بما يكون منهم. فتقدم بسر أمامه.
ودعا رسول الله عبّاد بن بشر فقدّمه طليعة في عشرين فارسا من خيل المسلمين من الانصار ومنهم محمد بن مسلمة ، ومن المهاجرين ومنهم المقداد بن عمرو. وقيل : بل كان اميرهم سعد بن زيد الأشهلي.
وروى الحميري في قرب الاسناد : ٥٩ ، بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : إنّ رسول الله لما انتهى الى البيداء حيث الميل قرّبت له ناقة فركبها ، فلما انبعثت به لبّى بالاربع.
وروى الكليني في فروع الكافي ٤ : ٣٣٤ ، بسنده عنه عليهالسلام ـ أيضا ـ قال : إنّما لبّى النبي في البيداء لأن الناس لم يعرفوا التلبية فأحب أن يعلمهم كيف التلبية.
وروى الطوسي في الاستبصار والتهذيب بسنده عنه عليهالسلام قال : إنّ رسول الله لم يكن يلبّى حتى يأتي البيداء ـ ٢ : ١٧ و ٥ : ٨٤. والبيداء هي الصحراء أمام الحجاج بعد ذي الحليفة الى جهة المغرب ـ وفاء الوفاء ٢ : ٢٦٧.