قَرِيباً) هو فتح الحديبية ، كما عن الزهري (١) وعليه فالفتح القريب في سورة الفتح
__________________
(١) التبيان ٩ : ٣٣٥ و ٣٣٦ وانظر مجمع البيان ٩ : ١٩١ وابن هشام ٣ : ٣٣٦ ومغازي الواقدي ٢ : ٦٢٣ عن الزهري أيضا.
قال الطباطبائي في الميزان ١٨ : ٢٩١ في تفسير الآية : سياق الآية يعطي أنّ المراد بها ازالة الريب عن بعض من كان مع النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : المؤمنون كانوا يزعمون من رؤيا النبي صلىاللهعليهوآله انهم سيدخلون المسجد الحرام آمنين في عامهم هذا ، فلما خرجوا الى مكة معتمرين واعترضهم المشركون فصدوهم في الحديبية عن المسجد الحرام ، ارتاب بعضهم في صدق رؤيا النبي ، فأزال الله ريبهم بما في الآية.
ومحصل الآية : أن الرؤيا صادقة وأنكم ستدخلون المسجد الحرام آمنين لا تخافون ، ولكنه أخّره الله وقدم قبله هذا الصلح الذي هو فتح لكم ليتيسر لكم دخول مكة ، وذلك لعلمه بأنه لا يمكن لكم دخوله آمنين لا تخافون الا من هذا الطريق.
قال : ومن هنا يظهر أنّ المراد بالفتح القريب في هذه الآية هو فتح الحديبية فهو الذي سوّى للمؤمنين الطريق لدخول المسجد الحرام آمنين ويسّر لهم ذلك ، ولو لا ذلك لم يمكن لهم الدخول فيه إلّا بالقتال وسفك الدماء ولا عمرة مع ذلك ، لكن صلح الحديبية وما اشترط من شرط أمكنهم من دخول المسجد الحرام معتمرين في العام القابل.
ومن هنا نعرف بأنّ قول بعضهم بأنّ المراد بالفتح القريب في الآية هو فتح خيبر ، بعيد عن السياق ، وأمّا القول بأنه فتح مكة فهو أبعد من ذلك. انتهى.
وفي الفتح القريب في الآية السابقة ١٨ قال : «قيل : المراد بالفتح القريب فتح مكة ، والسياق لا يساعد عليه» ولكنه قال : «المراد بالفتح القريب فتح خيبر على ما يفيده السياق» الميزان ١٨ : ٢٨٥. بينما السياق واحد ، والبعد فيهما واحد.
وبشكل عام لا نرى في كل آي سورة الفتح ما يفيد أن يكون بعض الفتوح فيها لسوى فتح الحديبية ممهّدة لفتح مكة ، ونرى أن سبب هذا الخلط والاشتباه هو قرب فتح خيبر من