يعني المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ* فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أي شك (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) شكا. (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ* وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) أي إنّما نريد الاصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب!
(أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ* وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ* وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) الذين يأمرونهم بتكذيب الحق وخلاف ما جاء به الرسول (قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ) على مثل ما أنتم عليه (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) نستهزئ بالقوم ونلعب بهم (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ* أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) اي الكفر بالايمان (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ).
ثم ضرب لهم مثلا فقال تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) اي لما خرجوا من ظلمة الكفر بنور الحق أطفئوه بنفاقهم فيه ، فتركهم الله في ظلمات الكفر فهم لا يبصرون هدى ولا يستقيمون عليه (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) عن الخير فهم لا يصيبون نجاة ولا يرجعون الى خير ما داموا على ما هم عليه (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) أي إنهم بالنظر الى ظلمة ما هم فيه من الكفر ، والحذر من القتل لما هم عليه ، كالذي هو في ظلمة المطر الصيّب يجعل أصابعه في اذنيه من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ)