وطلبك ، ورغبت في الزيادة في عملك ، فإنّك إنّما تلقى يومك لو قد زلّت قدمك ، فلا أنت إلى أهلك براجع ولا في عملك بزائد ، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة (١) .
[ ١٠٤٥ / ٢١ ] أبي (٢) رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن عمرو ، عن صالح بن سعيد ، عن أخيه سهل الحلواني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : «بينا عيسى بن مريم عليهالسلام في سياحته إذ مرّ بقرية فوجد أهلها موتى في الطرق والدور (٣) ، قال : فقال : إنّ هؤلاء ماتوا بسخطة ، ولو ماتوابغيرها تدافنوا ، قال : فقال أصحابه : وددنا أنّا عرفنا قصّتهم ، فقيل له : نادِهم يا روح الله ، قال : فقال : يا أهل القرية! فأجابه مجيب منهم : لبّيك يا روح الله ، قال : ما حالكم وما قصّتكم؟
قال : أصبحنا في عافية وبتنا في الهاوية ، قال : فقال : وما الهاوية؟ قال : بحار من نار فيها جبال من نار ، قال : وما بلغ بكم ما أرى؟ قال : حبّ الدنيا وعبادة الطاغوت .
قال : وما بلغ من حبّكم الدنيا؟
قال : كحبّ الصبيّ لاُمّه إذا أقبلت فرح ، وإذا أدبرت حزن.
قال : وما بلغ من عبادتكم الطاغوت؟
قال : كانوا إذا أمروا أطعناهم ، قال : فكيف أجبتني أنت من بينهم؟
__________________
(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٧٣ : ١٦٤ / ٢٥ ، وأورد نحوه مرسلاً الكفعمي في محاسبة النفس : ١٧٤ ، وانظر : تاريخ مدينة دمشق ١٨ : ٢٥٢ ، و١٩ : ٢٣٤.
(٢) في «س» : حدّثنا أبي.
(٣) في «ح ، ع ، ل» زيادة : خالية.