قال : «لأنّها جنينة خيّرة نقيّة وعند الله تعالى ذكره مرضيّة» (١) .
[ ١٠٥٨ / ٣٤ ] أخبرنا أبو الحسين محمّد بن هارون الزنجاني ، قال : حدّثنا معاذ بن المثنّى العنبري ، قال : حدّثنا عبدالله بن أسماء ، قال : حدّثنا جويريّة ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن وهب ، قال : وجدت في بعض كتب الله عزوجل : أنّ ذا القرنين لمّا فرغ من عمل السدّ انطلق على وجهه ، فبيناهو يسير في جنوده إذ مرّ على شيخ يصلّي ، فوقف عليه بجنوده حتّى انصرف من صلاته ، فقال له ذو القرنين : كيف لم يُروّعك ما حضرك من الجنود ؟
قال : كنت اُناجي مَنْ هو أكثر جنوداً منك ، وأشدّ سلطاناً ، وأشدّ قوّةً ، ولوصرفت وجهي إليك لم أدرك حاجتي قِبَله.
فقال له ذو القرنين : هل لك في أن تنطلق معي فاُواسيك بنفسي ، وأستعين بك على بعض أمري.
قال : نعم ، إن ضمنتَ لي أربع خصال : نعيماً لايزول ، وصحّةً لاسقم فيها ، وشباباً لاهرم فيه ، وحياةً لاموت فيها. فقال له ذو القرنين : وأيّ مخلوق يقدر على هذه الخصال؟ فقال الشيخ : فإنّي مع مَنْ يقدر عليها ويملكهاوإيّاك .
ثمّ مرّ برجل عالم ، فقال لذي القرنين : أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله تعالى قائمين ، وعن شيئين جاريين ، وعن شيئين مختلفين ، وعن شيئين متباغضين .
قال له ذو القرنين : أمّا الشيئان القائمان فالسماوات والأرض ، وأمّا
__________________
(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩ : ٣٠٤ ـ ٣٠٦ / ٨.