قال : حدِّثوني أيّها القوم! هكذا وجدتم آباءكم يفعلون؟ قالوا : وجدنا آباءنا يرحمون مسكينهم ، ويواسون فقيرهم ، ويعفون عمّن ظلمهم ، ويُحسنون إلى مَنْ أساء إليهم ، ويستغفرون لمسيئهم ، ويصلون أرحامهم ، ويؤدّون أمانتهم (١) ، ويصدقون ولايكذبون ، فأصلح الله لهم بذلك أمرهم ، فأقام عندهم ذو القرنين حتّى قُبض وكان له خمسمائة عام (٢) .
[ ١٠٥٩ / ٣٥ ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضياللهعنه، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن عليّ بن مهزيار ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرالباقر عليهالسلام، قال : «بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهخالد بن الوليد إلى حيٍّ يقال لهم : بنو المصطلق من بني خزيمة ، وكان بينهم وبين بني مخزوم إحنة (٣) في الجاهليّة ، (وكانوا قد أطاعوا رسول الله صلىاللهعليهوآله قبلُ ، وأخذوا منه كتاباًلسيرته عليهم) (٤) ، فلمّا ورد عليهم خالد أمر مناديه ينادي بالصلاة فصلّىوصلّوا ، ثمّ أمر الخيل فشنّوا عليهم الغارة ، فقتل فأصاب ، فطلبوا كتابهم فوجدوه ، فأتوا به النبيّ صلىاللهعليهوآله وحدّثوه بما صنع خالد بن الوليد ، فاستقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله القبلة ، ثمّ قال : اللّهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد ابن الوليد .
__________________
(١) في «ج ، ح» : أماناتهم.
(٢) ذكره المصنِّف في الأمالي : ٢٣٥ / ٢٥١ (المجلس ٣٢ ، ح ٧) ، وفي كمال الدين : ٣٩٤ / ٥في حديث طويل ، بسند آخَر ، ونقله المجلسي عن العلل والأمالي في بحار الأنوار١٢ : ١٧٥ ـ ١٧٧ / ٢.
(٣) الإحنة بالكسر : الحِقْدُ ، والغضب. القاموس المحيط ٤ : ١٧٥.
(٤) ما بين القوسين في «ج ، ل» : خ ل ، ولم يرد في المتن ولا في (ح).