وفيهم مَنْ لا يحجّ أبداً
[ ٨٩٥ / ١ ] أبي (١) رضياللهعنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : «لمّا أمر الله عزوجل إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلامببنيان البيت وتمّ بناؤه أمره أن يصعد ركناً ، ثمّ ينادي في الناس : ألا هلمّ الحجّ ، فلو نادى : هلمّوا إلى الحجّ (٢) ، لم يحج إلاّ مَنْ كان يومئذ إنسيّاً مخلوقاً ، ولكنّه (٣) نادى هلمّ الحجّ ، فلبّى الناس في أصلاب الرجال : لبّيك داعي الله لبّيك داعي الله ، فمن لبّى عشراً حجّ عشراً ، ومَنْ لبّي خمساً حجّ خمساً ، ومَنْ لبّى أكثر فبعدد ذلك ، ومَنْ لبّى واحداً حجّ واحداً ، ومَنْ لم يلبّ لم يحجّ» (٤) .
__________________
(١) في «ن ، س» : حدّثنا أبي.
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : الظاهر أنّ الفرق باعتبار أنّ المعروف من الخطاب العامّ الشامل للقليل والكثير والموجود والمعدوم إتيانه بلفظ المفرد ، فكأنّه يطلب مَنْ كان له أهليّة الطلب.
وأمّا الإتيان بلفظ الجمع فالظاهر منه انصرافه إلى الموجودين إلاّ ما أخرجه الدليل مثل تكاليفنا بالآيات والأخبار ، فإنّا داخلون بالضرورة من الدين ، أو يقال : الظاهر من عبارة الخبر تكليف الحجّ بدون لفظة «إلى» والحجّ شامل للمعدومين شمولَه للموجودين بخلاف «هلمّوا إلى الحجّ» ، فإنّ الظاهر منه تكليف المكلّفين إليه ، والظاهرمنه شموله للموجودين.
وقيل : لأنّ استغراق المفرد أشمل من استغراق الجمع. وفيه : أنّه على تقدير تسليمه لامدخل له في اشتمال المعدومين ، وهو المطلوب هنا. (م ت ق رحمهالله).
(٣) في «ج ، ح» : ولكن.
(٤) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٢٠٦ / ٦ ( باب حجّ إبراهيم وإسماعيل وبنائهما ومَنْ ولي البيت بعدهماعليهماالسلام) ، والحسن بن سليمان الحلّي في مختصر البصائر : ٥٠٦ / ٥٧٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٢ : ١٠٥ / ١٧ ، و٩٩ : ١٨٧ / ١٨.