البرقي رحمهالله ، قال : حدّثني أبي ، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : «شكا رجل من أصحاب أميرالمؤمنين عليهالسلام نساءه ، فقام عليٌّ عليهالسلام خطيباً ، فقال : معاشر الناس ، لاتطيعوا النساء على حال ، ولا تأمنوهنّ على مال ، ولا تذروهنّ يدبّرن أمر العيال ، فإنّهنّ إن تركن وما أردن ، أوردن المهالك ، وعصين أمر المالك ، فإنّا وجدناهنّ لاورع لهنّ عندحاجتهنّ ، ولا صبر لهنّ عند شهوتهنّ ، البَذَخ (١) لهنّ لازم وإن كبرن ، والعجب لهنّ لاحق وإن عجزن ، يكون رضاهنّ في فروجهنّ ، لا يَشكرن الكثير إذا مُنعن القليل ؛ ينسين الخير ويذكرن الشرّ ، يتهافتن (٢) بالبهتان ، ويتمادين في الطغيان ، ويتصدّين للشيطان ، فذروهنّ (٣) على كلّ حال ، وحسّنوا (٤) لهنّ المقال لعلّهنّ يُحسنّ الفعال» (٥) .
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : البَذخ بالذال المعجمة محرّكةً : الكبر. القاموس المحيط ١ : ٣٥٤ / البذخ .
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : يتهافتن بالبهتان ، أي : بسبب البهتان يتهافتن ويتساقطن في النار ، أو يتساقطن في البهتان كدخول الفراش في النار. ويتمادين ، أي : يتطاولن في الطغيان والظلم ، ويمكن فيه مدّة طويلة ، أو يبلغن فيه الغاية من المدى ، وهي الغاية. ويتصدّين ، أي : يتعرّضن للشيطان ويتبعنه في موارده ، أو يتصدّين للشيطان اُموراً من إغواء الناس . (م ق ر رحمهالله).
(٣) في المطبوع ونسخة بدل في «ل ، ج» : فداروهنّ.
(٤) في المطبوع والبحار : وأحسنوا.
(٥) أورده المصنِّف في الأمالي : ٢٧٤ ـ ٢٧٥ / ٣٠٥ (المجلس ٣٥ ، ح ٦) ومَنْ لايحضره الفقيه ٣ : ٥٥٤ / ٤٩٠٠ مرسلاً فيهما وباختلاف يسير ، وأورده الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين ٢ : ٢٧٣ / ١١٣٣ مرسلاً ، وكذا الشيخ الطبرسي في مكارم الأخلاق ١ : ٤٩٣ / ١٧٠٥ ، ونقله المجلسي عن العلل والأمالي في بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٢٣ / ١.