قلت : فيسرق؟ قال : «لا».
قلت : فيشرب الخمر؟ قال : «لا».
قلت : فيأتي بكبيرة من هذه الكبائر أو فاحشة من هذه الفواحش؟ قال : «لا» .
قلت : فيذنب ذنباً؟ قال : «نعم ، هو مؤمن مذنب ملمّ».
قلت : ما معنى ملمّ؟ قال : «الملمّ بالذنب لا يلزمه ولا يصرّ عليه».
قال : فقلت : سبحان الله ، ما أعجب هذا لا يزني ولا يلوط ولا يسرق ولايشرب الخمر ولا يأتي كبيرة من الكبائر ولا فاحشة.
فقال : «لا عجب من أمر الله ، إنّ الله عزوجل يفعل ما يشاء ولا يُسأل عمّا يفعل وهُم يُسألون ، فمِمّ عجبتَ يا إبراهيم؟ سَلْ ولا تستنكف ولاتستحي ، فإنّ هذا العلم لا يتعلّمه مستكبر ولا مستحي (١) ».
قلت : يابن رسول الله ، إنّي أجد من شيعتكم مَنْ يشرب ، ويقطع الطريق ، ويحيف السبيل (٢) ، ويزني ، ويلوط ، ويأكل الربا ، ويرتكب الفواحش ، ويتهاون بالصلاة والصيام والزكاة ، ويقطع الرحم ، ويأتي الكبائر ، فكيف هذا ولِمَ ذاك؟.
فقال : «يا إبراهيم ، هل يختلج في صدرك شيء غير هذا؟».
قلت : نعم ، يابن رسول الله ، اُخرى أعظم من ذلك.
__________________
(١) في «ج ، ح ، ع» وحاشية «ل» عن نسخة : مستحسر.
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : على نسخة الحاء المهملة ، أي : في السبيل. (م ق ر رحمهالله).