الاسلامى وحتى بداية الغيبة الصغرى سنه ٢٦٠ هـ.
والظاهرة البارزة والمشتركة فى هذا الدور أنَّ الفقه كان يعيش حالة تدوين الروايات وبشكل متناثر لا اكثر ، فالاصحاب كانوا يسمعون الأحاديث من المعصومين عليهمالسلام ويسجّلونها فى مدوّناتهم بشكل غير مبوّب ، فكل ما يسمع يسجّل فى أوراق خاصة ، فرب حديث يسمع فى باب الطهارة الى ثان فى باب النكاح الى ثالث فى باب الديات ، والكل يسجّل فى مكان واحد من دون استيعاب للابواب الفقهية ولا تبويب لها بل هى اشبه بالمذكّرات الشخصية الخاصة.
ولعل اول مدوَّنة ـ بعد استثناء ما كتبه اميرالمؤمنين عليهالسلام المعروف بكتاب على وما شاكله من الجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليهاالسلام مما تقدّمت الاشارة له سابقا ـ هى مدوَّنة ابى رافع صاحب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله واميرالمؤمنين عليهالسلام الذى دخل يوما على النبى صلىاللهعليهوآله وهو نائم او يوحى اليه ، ورأى حية فى جانب البيت ، فكره ان يقتلها خوفا ان يستيقظ صلىاللهعليهوآله فنام بينه وبينها كى اذا كان منها سوء توجّه اليه دون النبى صلىاللهعليهوآله ، ان هذا الرجل على ما ذكر النجاشى له كتاب باسم كتاب السنن والاحكام والقضايا(١).
ولابنه المسمّى بعلى بن ابى رافع الكاتب لاميرالمؤمنين عليهالسلام كتاب فى فنون من الفقه كالوضوء والصلاة وسائر الابواب.
وتوالت المدوَّنات الفقهية وبلغت الذروة فى عهد الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام حيث سنحت لهما الفُرصة ـ بسبب ضعف السلطة الاموية اواخر ايامها وانتقالها الى السلطة العباسية ـ ببثِّ الكثير من علومهما وتدوين خيار الصحابة من الشيعة لها فى مذكّراتهم الشخصية.
__________________
١ ـ رجال النجاشي : ترجمة أبى رافع.