« جاء من طرق عديدة يقوّى بعضها بعضا : إنّما مثل أهل بيتى فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا. وفى رواية مسلم : ومن تخلّف عنها غرق ... ». (١) والدلالة واضحة.
٤ ـ حديث الأمان : المروى بطرق متعدّدة أيضا. وكمثال على ذلك : روى الحاكم النيسابورى عن ابن عباس أنَّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال : « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتى أمان لأمّتى من الاختلاف ، فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس ». (٢) والدلالة واضحة.
٥ ـ حديث الاثنى عشر : المروى بطرق متعدّدة أيضاً. وكمثال على ذلك : روى مسلم فى صحيحه عن جابر بن سمرة : « دخلت مع أبى على النبى صلىاللهعليهوآله فسمعته يقول : إنّ هذا الأمر لاينقضى حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة. ثمّ تكلّم بكلام خَفِيَ عليَّ. قال فقلت لأبي : ما قال؟ قال : كلّهم من قريش ». وقد رواه بسبع طرق. (٣)
ودلالة الحديث واضحة حيث لايلتئم مضمونه إلاّ على مبنى الإماميَّة.
والنقطة المهمة فى هذا البحث ملاحظة ما مرّ به فقه أهل البيت عليهمالسلام من أدوار ويمكن أن نعدّها ثلاثة ، ملاحظين فى تقسيمنا لذلك الظواهر البارزة لما مرّ به الفقه فى كلّ دور.
* الدور الأوّل :
وهو دور الرواة من صحابة الائمة عليهمالسلام ـ ويبتدأ من الايّام الاولى للتشريع
__________________
١ ـ الصواعق المحرقة : ١٥٠.
٢ ـ مستدرك الحاكم : ٣ / ١٤٩.
٣ ـ صحيح مسلم ، كتاب الإمارة ، باب ١ « باب الناس تبع لقريش والخلافة فى قريش » ، حديث ٥.