* الدور الثاني :
ويبدأ هذا الدور من بداية الغيبة الصغرى سنه ٢٦٠ ه وحتى فترة زعامة الشيخ الطوسى المولود سنة ٣٨٥ هـ والمتوفّى سنة ٤٦٠ ه.
والظاهرة البارزة والمشتركة فى هذا الدور انتقال فقه أهل البيت عليهمالسلام من كونه مجرد روايات مسجّلة ومن دون تبويب الى عرضه كمتون فقهية لا تتجاوز حدود ما هو الموجود فى الروايات كمّا ولايتعدّى الفاظها ، كما نرى هذا واضحا فى شرايع على بن بابويه التى هى رسالته إلى ولده محمد والتى قيل عنها أنّ الاصحاب كانوا متى ما اعوزتهم النصوص اخذوا بشرايع على بن بابويه.
ومن أمثلة ذلك ايضا كتابا « المقنع » و « الهداية » للشيخ الصدوق محمد بن على بن بابويه ، وكتاب « النهاية » للشيخ الطوسي.
ولا نعدم فى هذه الفترة اعلاما اقتصروا فى عرض الفقه على تدوين الروايات فقط إلا أنَّ عرضهم كان مبوبا وشاملاً لجميع ابواب الفقه ، كما نرى ذلك واضحا فى الكافى للشيخ الكلينى ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق.
هذا هو الطابع العام فى الدور المذكور ولكن هذا لا يعنى عدم وجود أعلام تجاوزوا نطاق النصوص وتعدّوا عنها محاولين بذلك التمسّك بالإستدلالات العقلية ايضا كما هو الحال بالنسبة الى العمّانى والاسكافي.
واذا اردنا التوضيح اكثر ، امكن أن نقول : ان هذا الدور ضَمَّ ثلاث مدارس بارزة :
أ ـ مدرسة « قم » و « الري » ؛ وكانت هذه المدرسة تحاول التمسك بالنصوص وعدم التعدى عنها إلى الإستدلالات العقلية. ومن جملة أعلام هذه المدرسة الصدوقان (الاب والابن) وابن قولويه. وكانت هذه المدرسة قوّية ومورد اعتماد