متأخّرا عن زمان ترك المقدّمة؟
والذي عليه المحقّقون : كون العقاب على ترك ذي المقدّمة عند ترك المقدّمة وإن تأخّر زمان ترك الواجب ، كما إذا ترك السفر مع الرّفقة الأخيرة إلى الحج من البلد النّائي مع العلم بعدم التمكّن من إدراك الحج في زمانه ؛ لحكم العقلاء بالاستحقاق ، وحصول المعصية عند ترك المقدّمة وإن تأخّر زمان فعل ذي المقدّمة من زمان المقدّمة ، فكلّما ينقطع الخطاب عن الواجب بسوء اختيار المكلّف يحكم فيه بالاستحقاق من غير ترقّب لزمان الفعل.
وحمل كلام صاحب « المدارك » على هذا المعنى ، أي : على القول باستحقاق العقاب على ترك الواجبات التي غفل عنها حين ترك التعلّم ـ مع كمال بعد إرادته عن كلامه ـ مبني على ما ذكرنا سابقا : من التزامه بتنجّز الخطاب بالواجبات عند الالتفات ، وانقطاع الخطاب عنها بسوء اختيار المكلّف بترك التعلّم.
وأبعد منه ما حكى شيخنا الأستاذ العلامة قدسسره عن بعض المحقّقين (١) : من حمل كلامه على إرادة استحقاق العقاب دائما على ترك المقدّمة : من حيث استناد العصيان إليه ، وإن كان مبنيّا أيضا على التزامه بما ذكرنا : من تنجّز الخطاب بالواجبات بمجرّد الالتفات ، وإلاّ لم يكن معنى للعصيان فتدبّر.
__________________
(١) يريد به المحقّق آغا جمال الخوانساري في حاشيته الشريفة على الروضة البهيّة : ٣٤٥.