الواقع بين الشيئين لا يمنع من استصحابه بالنّسبة إلى الأحكام المترتّبة عليه ؛ لعدم منع هذا الدّوران عن الشّك في بقائه عرفا وهو كاف في جريان الاستصحاب على ما عليه بناء المشهور.
(٢١٤) قوله ( دام ظلّه ) : ( كتوهّم كون الشّك في بقائه ... إلى آخره ) (١). ( ج ٣ / ١٩٢ )
__________________
(١) قال صاحب قلائد الفرائد قدسسره :
« قلت : إن ما يندفع به هذا التوهّم بين وجوه :
منها : انّ الأصل في الفرد المشكوك الحدوث معارض بالمثل ، أعني : الأصل في الفرد المقطوع الإنتفاء على تقدير حدوثه ؛ إذ كما ان الأصل عدم كون الحادث الموجود هو الحدث الأكبر مثلا ، كذلك الأصل عدم كونه هو الحدث الأصغر.
وبعبارة أخرى ، كما ان احتمال البقاء مسبب عن احتمال كونه هو الحدث الأكبر ، كذلك احتمال الإنتفاء مسبّب عن احتمال كونه هو الحدث الأصغر فيتعارضان ، فيبقي الأصل في القدر المشترك سليما عن ورود الأصل الحاكم عليه.
ودعوى عدم جريان الأصل في المعارض من جهة كونه مقطوع الانتفاء.
مدفوعة : بأنّ العبرة في جريان الأصل هو الشكّ في زمان الحدوث ، لا في زمان الشكّ في البقاء.
ومنها : ما ذكره المصنّف رحمهالله* : من أنّ ارتفاع القدر المشترك ليس من لوازم عدم حدوث الفرد المشكوك الحدوث ـ أي الحدوث الأكبر ـ بل من لوازم كون الحادث ذلك الأمر المقطوع الارتفاع أي الحدث الأصغر المتعقّب بالوضوء.
وبعبارة أخرى : لا ملازمة بين ارتفاع القدر المشترك وعدم حدوث الفرد المحتمل البقاء لكي يثبت بأصالة عدم حدوثه ارتفاع القدر المشترك.
أقول : إن هذا إنّما هو إذا كان توهّم المتوهّم مسبّبية الشك في البقاء والارتفاع عن الشك في