إنّ إطاعة الهوى والانقياد للشهوات تحقّق للعدو أعظم أمانيه ، فإن أطاع إبليس فقد تحقّق ما يبتغيه من حيلولة العبد عن ربّه ، وإن كان غيره فإنّ إطاعة الهوى ممّا تسقط الشخص اجتماعياً ، وهذا أعظم سرور الأعداء.
١٤ ـ قال عليهالسلام : ( راكب الشهوات لا تقال عثرته .. ).
إنّ من انقاد لشهواته صار أسيراً لها فإنّه لا تقال له عثرة ، ولا يمنح العذر في ذلك.
١٥ ـ قال عليهالسلام : ( عزّ المؤمن غناه عن الناس .. ).
إنّ أهم ما يعتزّ به المؤمن إذا أغناه الله عن الناس ، ولم تكن له أيّة مصلحة عندهم ، فإنّه يكون حرّاً بذلك قد ملك عزّه وشرفه.
١٦ ـ قال عليهالسلام : ( لا يكن ولي الله في العلانية عدواً له في السرِّ ).
إنّ الذي يتولى الله ويؤمن به إنّما يكون صادقاً فيما إذا خاف الله في علانيّته وسرّه ، أمّا إذا تولاّه أمام الناس ، وعصاه سرّاً فإنّه لم يكن في إيمانه صادقاً وإنّما كان كاذباً ومنافقاً.
١٧ ـ قال عليهالسلام : ( اصبر على ما تكره فيما يلزمك الحقّ ، واصطبر عمّا لا تحب فيما يدعوك إلى الهوى .. ).
أمر عليهالسلام الناس بالانقياد للحقّ وإن كان مخالفاً للرغبات والميول كما أمر بمجانبة الهوى والابتعاد عنه.
١٨ ـ قال عليهالسلام : ( قد عاداك من ستر عنك الرشد اتباعاً لما يهواه ).
عرض عليهالسلام بذلك إلى بعض الأذناب والعملاء من أتباع السلطة الذين يحجبون عن المسؤولين ما تحتاج إليه الأمّة من الإصلاح الشامل ، ففي الحقيقة هؤلاء هم الأعداء ، وإن أظهروا المودّة والإخلاص.