(ح)
٢٦ ـ الحسن بن راشد :
يكنى أبا علي ، مولى لآل المهلّب ، بغدادي ، ثقة عدّه الشيخ من أصحاب الجواد عليهالسلام وعدّه المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الذين لا يطعن عليهم بشيء ولا طريق لذمّ واحد منهم.
كان وكيلاً للإمام أبي الحسن العسكري عليهالسلام على بغداد وما والاها من القرى والمدائن ، وقد كتب الإمام إلى أهالي تلك المدن : ( قد أقمت أبا عليّ بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربّه ، ومن قبله من وكلائي وقد أوجبت في طاعته طاعتي ، وفي عصيانه الخروج إلى عصياني ) (١).
ودلّت هذه الرسالة على سموّ مكانته ، وعظيم منزلته عند الإمام أبي الحسن عليهالسلام فقد قرن طاعته بطاعته ، وعصيانه بعصيانه ، ومن الطبيعي أنّه لم ينل هذه المنزلة إلاّ بطاعته لله ، وتحرّجه في الدين ، وممّا يدلّ على عظيم مكانته عند الإمام العسكري عليهالسلام ما رواه الكشيّ بسنده عن محمد بن عيسى اليقطيني قال : كتب أبو الحسن العسكري عليهالسلام إلى أبي علي بن بلال في سنة ٢٣٢ هـ كتاباً جاء فيه بعد البسملة :
( أحمد الله إليك ، وأشكر طَولَه وعوده ، وأصلّي على محمد النبي وآله صلوات الله ورحمته عليهم ، ثمّ إنّي أقمت أبا عليّ مقام الحسين بن عبد ربّه وأتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يقدّمه أحد ، وقد أعلم أنّك شيخ ناحيتك ، فأحببت إفرادك ، وإكرامك بالكتاب بذلك ، فعليك بالطاعة له ، والتسليم إليه ، جميع الحقّ قبلك ، وان تخصّ موالي على ذلك ، وتعرفهم من ذلك ، ما يصير سبباً إلى عونه
__________________
١ ـ الغيبة : ص ٣٥٠.