إن شاء الله ، وبالآخرة أجلاً ، وأكثر من حمد الله ... ) (١).
ومن مواساته للناس تعازيه للمنكوبين والمفجوعين ، فقد بعث رسالة إلى رجل قد فجع بفقد ولده ، وقد جاء فيها بعد البسملة :
( ذكرت مصيبتك بعليّ ابنك ، وذكرت أنّه كان أحبّ ولدك إليك ، وكذلك الله عزوجل إنّما يأخذ من الولد وغيره أزكى ما عند أهله ، ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة ، فأعظم الله أجرك ، وأحسن عزاك ، وربط على قلبك ، إنّه قدير ، وعجّل الله عليك بالخلف ، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله ... ) (٢) ، وأعربت هذه الرسالة الرقيقة عن مدى تعاطف الإمام مع الناس ، ومواساته لهم في البأساء والضرّاء.
ومن مواساته للناس أنّ رجلاً من شيعته كتب إليه يشكو ما ألمَّ به من الحزن والأسى لفقد ولده ، فأجابه الإمام عليهالسلام برسالة تعزية جاء فيها :
( أمَا علمت أنّ الله عزوجل يختار من مال المؤمن ، ومن ولده أنفسه ليؤجره على ذلك ... ) (٣).
لقد شارك الناس في البأساء والضراء ، وواساهم في فجائعهم ومحنهم ، ومدَّ يد المعونة إلى فقرائهم ، وضعفائهم ، وبهذا البرّ والإحسان فقد احتلّ القلوب والعواطف وأخلص له الناس وأحبّوه كأعظم ما يكون الإخلاص والحبّ.
هذه بعض مثل الإمام الجواد وقيمه ، وقد رفعته إلى المستوى الرفيع الذي بلغه آباؤه الذين فجرّوا ينابيع العلم والحكمة في الأرض ، ورفعوا مشعل الهداية والإيمان
__________________
١ ـ بحار الأنوار : ج ١٢ ص ١٢٦.
٢ ـ وسائل الشيعة : ج ٢ ص ٨٧٤.
٣ ـ وسائل الشيعة : ج ٢ ص ٨٩٣.