الإسلامية التي فرضها الله على المسلمين لازدهار اقتصادهم ، ومعالجة الفقر والبؤس ، ونصف من الخمس المسمّى بحقّ الإمام ينفق على إقامة معالم الشريعة الإسلامية وازدهار الحياة الفكرية والعلمية في الإسلام ، وهو يجب في مواضع ـ ذكرها الفقهاء ـ منها ما يفضل عن مؤنة سنة الإنسان له ولعياله من أرباح التجارات ، والصناعات والزراعات ونحوها ، وقد استدلّ الفقهاء على ذلك بما أثر عن الإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام من الأخبار والتي منها :
١ ـ روى عليّ بن مهزيار عن محمد بن الحسن الأشعري قال : كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني عليهالسلام : اخبرني عن الخمس أعلى جميع ما يستفيد الرجل من قليل وكثير من جميع الضروب وعلى الصنّاع؟ وكيف ذلك؟ فكتب عليهالسلام بخطّه : الخمس بعد المؤنة (١).
٢ ـ روى الشيخ في الصحيح عن عليّ بن مهزيار قال : ( كتب إليه أبو جعفر عليهالسلام وقرأت أنا كتابه إليه في طريق مكّة ، قال : إنّ الذي أوجبت في سنتي هذه ، وهذه سنة عشرين ومائتين فقط لمعنى من المعاني أكره تفسير المعنى كلّه خوفاً من الانتشار ، وسأفسّر لك بعضه إن شاء الله : إنّ مواليّ أسأل الله صلاحهم أو بعضهم قصّروا فيما يجب عليهم ، فعلمت ذلك فأحببت أن أطهّرهم وأزكّيهم بما فعلت من أمر الخمس في عامي هذا قال تعالى : ( خُذْ مِن أموالهم صدَقةً تُطهِّرهمْ وتزكِّيهم بها وصلِّ عليهم إن صلاتك سكنٌ لهم والله سميع عليمٌ * ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذُ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم * وقُلِ اعْمَلُوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم
____________
١ ـ وسائل الشيعة : ج ٦ ص ٣٤٨.