ولا أيضاً بدافع العامل الاقتصادي كما يذهب إليه البعض من أنّها نتيجة لظروف اقتصادية معينة دفعت بالحسين إلى ثورته.
وليس أيضاً بصحيح ما يقوله البعض من أنّها نتيجة مرحلة زمنية اقتضتها التطوّرات التاريخية آنذاك ، بل الدافع الرئيس الوحيد للإمام الحسين (عليه السّلام) هو تطبيق الشريعة الإسلاميّة والمحافظة عليها وإن أدّى ذلك إلى سفك دمه.
ويسند قولنا هذا ما جاء في بعض نصوص خطبه ورسائله مثل :
١ ـ «ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمان ، وأظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام الله ، وحرموا حلاله» (١).
٢ ـ «وقد بعثت إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه ؛ فإنّ السنّة قد اُميتت ، والبدعة قد اُحييت» (٢).
__________________
(١) انظر الوثيقة رقم ٤٤ من هذا الكتاب.
(٢) انظر الوثيقة رقم ١١ من هذا الكتاب.