٣ ـ «ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به ، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟» (١).
٤ ـ «وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ، ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي (صلّى الله عليه وآله) ؛ اُريد أن آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي وأبي» (٢).
فإنّ هذه المقتطفات من خطب ورسائل الإمام الحسين (عليه السّلام) لهي نصوص صريحة واضحة ، لا شبهة ولا غموض فيها لبيان غرضه وهدفه (عليه السّلام).
فإنّها جميعاً تدل على أنّ الحكم القائم آنذاك كان يعمل بكل قواه على تقويض الشريعة الإسلاميّة من جذورها بإشاعة المنكر والباطل ، ومخالفة الكتاب والسنة ، «فإنّ السنّة قد اُميتت ، والبدعة قد اُحييت».
والحسين (عليه السّلام) لم يخرج لغيّر مقاومة المنكر والباطل ، وإحياء السنّة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولم يطلب الحكم والمنصب قط لأنّه من أهل بيت النبوة الذين لم يأتوا للملك إلاّ أن يقوّموا
__________________
(١) انظر الوثيقة رقم ٦٣ من هذا الكتاب.
(٢) انظر الوثيقة رقم ١٧ من هذا الكتاب.