وفي الجميع نظر ظاهر ، إذ لا امتناع عادة في أن تسع الحباب الكبار المتعارفة في أزمنتهم ألفا ومائتي رطل بالعراقي.
وأمّا القلّتان فهما الجرّتان العظيمتان.
وقد قيل (١) : إنّهما من قلال هجر ، وكان يسع كلّ واحدة منها ثلاث قرب أو أربع إلى خمس أو ستّ قرب من الماء.
ويدلّ على كون القلّة المتعارفة في أزمنتهم كذلك : الروايتان الآتيتان.
وأمّا الرواية الأخيرة فلا يمكن الأخذ بظاهرها ، بل لا بدّ من ردّ علمها إلى أهله ، إذ بعد توجيه التفصيل بين المتفسّخة وغيرها بدعوى ورودها مورد الغالب من كون المتفسّخة موجبة لتغيّر الماء في الغالب دون غيرها ، فهي من أدلّة القائلين بعدم انفعال الماء القليل بملاقاة النجس ، فيعارضها جميع الأدلّة المتقدّمة في محلّها ، ولا يمكن تقييد إطلاق القربة وأشباهها من أوعية الماء بما إذا كان ماؤها كرّا ، لأنّه تقييد بما لا يحتمل إرادته من الإطلاق ، كما لا يخفى.
نعم يؤيّدها ما أرسله الصدوق في المجالس حيث قال : روي أنّ الكرّ هو ما يكون ثلاثة أشبار طولا في ثلاثة أشبار عرضا في ثلاثة أشبار عمقا (٢).
ولكن يضعّف المؤيّد والمؤيّد ـ مضافا إلى قصورهما عن مكافئة
__________________
(١) راجع : جمهرة اللغة ١ : ١٦٤.
(٢) أمالي الصدوق : ٥١٤.