والرجوع إلى الأوصاف بمنزلة الظنّ المطلق الثابت اعتباره بدليل الانسداد ، والرجوع إلى الروايات بمنزلة الأُصول العمليّة المجعولة للمتحيّر.
ولو تأمّلت في الرواية حقّ التأمّل ، لوجدْتَها كالصريحة في إفادة ما ادّعيناه ، فيفهم منها أنّه لا يجوز العدول عن كلّ مرتبة إلى لاحقها إلّا إذا تعذّر في حقّها الرجوع إلى سابقتها بالمقدار المتعذّر ، كما هو الشأن في العمل بالأمارات المترتّبة.
والحاصل : أنّ الأحكام المستفادة من المرسلة إنّما هي أحكام عامّة منزّلة على الجهات بإلغاء الخصوصيّات ، وإلّا فلا يمكن استفادة جميع أحكام المستحاضة منها ، بل يبقى للرأي مجال في جملة من فروعها ، وهو خلاف ما صرّح به في الرواية.
وكيف كان فرجوعها إلى التمييز مطلقاً في تشخيص حيضها في الجهة التي يطلق عليها الناسية بملاحظتها أوفق بظاهر النصّ وفتاوى الأصحاب ، والله العالم.
تنبيه : لو قصر واجد الصفة عن عددها المعلوم أو زاد عليها ، فليس لها رفع اليد عنها بالمرّة ، وجَعْل حيضها فيما عداه على الأظهر ، فعليها تكميل عددها من الفاقد في صورة النقيصة ، واختيار ذلك العدد من الواجد عند الزيادة ، كما عرفت تحقيقه في حكم المبتدئة التي حكمها الرجوع إلى التمييز.
ثمّ لا يخفى عليك أنّه لا يعقل كونها ذاكرةً للوقت تفصيلاً ناسيةً لعددها ، وإنّما المتصوّر كونها عارفةً بوقتها في الجملة إمّا أوّله أو آخره أو وسطه أو شيء منه على سبيل الإجمال ، وقد تقدّمت الإشارة إلى أنّها