نعم ، ربما يظهر من جملة من الأخبار اعتبار التعبّد ببعض الفروع الضروريّة في حقيقة الإسلام.
مثل : ما في رواية سفيان بن السمط عن أبي عبد الله عليهالسلام في الفرق بين الإسلام والإيمان : «الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس : شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت وصيام شهر رمضان ، فهذا الإسلام» وقال : «الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا ، فإن أقر بها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلما وكان ضالّا» (١).
وفي الأخبار (٢) المستفيضة : «بني الإسلام على خمس : الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية».
وفي خبر العرزمي عن الصادق عليهالسلام : «أثافيّ (٣) الإسلام ثلاثة : الصلاة والزكاة والولاية ، ولا تصحّ واحدة منهنّ إلّا بصاحبتيها» (٤).
لكنّك خبير بأنّ المراد بمثل هذه الأخبار المستفيضة هو التعبّد بنفس هذه الفروع ، أي فعلها ، لا مجرّد الاعتراف بوجوبها ، فالإسلام الذي أريد بهذه الروايات أخصّ من الإسلام الذي به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث.
وأمّا رواية سفيان : فلا يبعد أن يكون المراد به الاعتراف بوجوبها بقرينة
__________________
(١) الكافي ٢ : ٢٤ ـ ٢٥ (كتاب الإيمان والكفر ، باب أنّ الإسلام يحقن به الدم ..) ح ٤.
(٢) منها : ما في الكافي ٢ : ١٨ / ١ و ٣ و ٥ ، و ٤ : ٦٢ / ١ ، والفقيه ٢ : ٤٤ / ١٩٦ ، والوسائل ، الباب ١ من أبواب مقدّمة العبادات ، الأحاديث ١ و ٢ و ٥ و ١٠ و ١٨.
(٣) الأثافي ، واحدها الأثفيّة : ما يوضع عليه القدر. لسان العرب ١٤ : ١١٣ «ثفا».
(٤) الكافي ٢ : ١٨ / ٤ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب مقدّمة العبادات ، ح ٧.