للضرورة.
وفيه : منع ظاهر ، خصوصا مع مساعدة بعض ظواهر الكتاب والسنّة عليه.
مثل : قوله تعالى (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (١) وقوله تعالى :(فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (٢) وغيرهما ممّا يظهر منه إمكان التقرّب إليه تعالى وتعلّق الرؤية به ممّا لا يحصى.
وقد يستدلّ لكفرهم : بما روي عن الرضا عليهالسلام «من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر» (٣) بناء على أنّ المجسّمة من المشبّهة ، لأنّهم ـ على ما عن قواعد (٤) العقائد وشرحه (٥) ـ الذين يقولون : إنّ الله تعالى في جهة الفوق ، ويمكن أن يرى كما ترى الأجسام ، فالتجسيم غير خارج من التشبيه.
ولا يبعد أن يكون المراد بالتشبيه مطلق تنظيره بالأجسام في تحديده بمكان أو زمان ، فيكون مساوقا للتجسيم ، فعلى هذا أظهر في المدّعى.
لكن يتوجّه عليه : عدم صلاحيّة مثل هذه الرواية الضعيفة ـ التي لم يستند إليها الأصحاب في فتواهم ـ لتقييد الأخبار الكثيرة الواردة في تحديد الإسلام والإيمان ، الخالية عن اعتبار نفي التجسيم.
__________________
(١) سورة طه ٢٠ : ٥.
(٢) النجم : ٥٣ : ٩.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٤٢ ـ ١٤٣ / ٤٥ ، الوسائل ، الباب ١٠ من أبواب حدّ المرتدّ ، ح ٥.
(٤) في النسخ الخطّيّة والحجريّة : «فوائد» بدل «قواعد». وما أثبتناه هو الموافق لما في جواهر الكلام والذريعة. وكتاب «قواعد العقائد» للخواجه نصير الطوسي ، وعليها حواش وشروح. انظر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٧ : ١٨٦ / ٩٨٥.
(٥) الحاكي عنهما هو صاحب الجواهر فيها ٦ : ٥٣.