حيث تقول : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ). لكنّها لم تذكر نتيجة ذلك. وبملاحظة القرائن فيها يتّضح لنا جواب الشرط. والصمت إزاء مسألة ما يكشف عن أهميتها البالغة ، ويثير في مخيلة المرء تصورات عديدة لها. وكل تصور منها له مفهوم جديد. فهنا قد يكون جواب الشرط : لولا فضل الله ورحمته عليكم ، لكشف عن أعمالكم وفضحكم.
أو : لولا فضل الله ورحمته عليكم ، لعاقبكم فورا وأهلككم.
أو : لولا هذا الفضل ، لما وضع الله سبحانه وتعالى مثل هذه الأحكام الدقيقة من أجل تربيتكم.
وفي الواقع فإن حذف جواب الشرط يثير في فكر القارئ كل هذه الأمور (١).
* * *
__________________
(١) ذكر تفسير «الميزان» جواب الشرط بشكل يشمل التفاسير الأخرى قال : «لولا ما أنعم الله عليكم من نعمة الدين وتوبته لمذنبيكم وتشريع الشرائع لنظم أمور حياتكم ، لزمتكم الشقوة ، وأهلكتكم المعصية والخطيئة ، واختل نظام حياتكم بالجهالة».