وسبق لهذه الآية أن وجهت اللوم لهم لسوء ظنهم بالذي وجه إليه الاتهام باطلا ، وهنا تقول الآية : إضافة إلى وجوب حسن الظن بالمتهم يجب ألا تسمحوا لأنفسكم بالتحدث عنه ، ولا تتناولوا التهمة الموجهة إليه ، فكيف بكم وقد كنتم سببا لنشرها!
عليكم أن تعجبوا لهذه التهمة الكبيرة ، وأن تذكروا الله سبحانه وتعالى ، وأن تلجأوا إلى الله يطهركم من نشر هذه التهمة وإشاعتها. ومع كل الأسف استصغرتموها ونشرتموها بكل يسر ، فأصبحتم بذلك آلة بيد المنافقين المتآمرين المروجين للشائعات.
هذا وسنتناول بالبحث ـ خلال تفسير الآيات القادمة ـ ذنب اختلاق الشائعة ودوافعها ، والسبيل إلى مكافحتها ، بعون الله وتوفيقه.
* * *