آيات خلت من تلاوة» وأماطوا عن الحقّ لثام الباطل ، فكأنّما كان يجري على لسانهم روح القدس. (١)
وربّما أنشدوا الأشعار لإنهاض المضطهدين الذين كانوا يحسّون في أنفسهم الاحتقار والازدراء من قبل الظلمة ... فهاجوهم وأثاروهم بتلك الأشعار ...
والقرآن يقول في شأن هؤلاء : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا).
ممّا يلفت النظر أن هؤلاء الشعراء قد يتركون شعرا خالدا مؤثرا بليغا ... حتى أن أئمّة الإسلام الكرام ـ كما تقول بعض الرّوايات ـ أوصوا شيعتهم وأصحابهم بحفظ أشعارهم كما ورد ذلك في شأن «أشعار العبدي». إذ ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «يا معشر الشيعة ، علموا أولادكم شعر العبدي ، فإنّه على دين الله». (٢)
ونختتم هذا البحث بقصيدة للعبدي ، وهي من قصائده المعروفة ، في شأن خلافة الإمام علي عليهالسلام وصيّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ قال :
وقالوا رسول الله ما اختار بعده |
|
إماما ولكنّا لأنفسنا اخترنا |
أقمنا إماما إن أقام على الهدى |
|
أطعنا وإن ضل الهداية قوّمنا |
فقلنا : إذا أنتم إمام إمامكم |
|
بحمد من الرحمن تهتم ولا تهنا |
ولكننا اخترنا الذي اختار ربّنا |
|
لنا يوم خم ما اعتدينا ولا حلنا |
ونحن على نور من الله واضح |
|
فيا ربّ زدنا منك نورا وثبتنا (٣) |
__________________
(١) في حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال : «ما قال فينا قائل بيت شعر حتى يؤيد بروح القدس» «عيون أخبار الرضا» ...
(٢) نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٧١.
(٣) الكنى والألقاب ، ج ٢ ، ص ٤٥٥.