ولي القضاء مرتين عن القاضي صدر الدين المناوي وعزل في المرتين به ، ومدة مباشرته في ولاياته الأربع ثمان سنين ونصف في مدة ثمان عشرة سنة ، وولي في آخر وقت تدريس الشافعي واستمر بيده الى ان مات.
قال الشيخ تقي الدين الاسدي وكان لينا في مباشرته وفي لسانه رخاوة ، وكان ولده جلال الدين غالبا على أمره فمقته الناس.
وقال الحافظ شهاب الدين ابن حجر المصري اشتغل في الفقه وغيره فمهر ، وكان لين الجانب ، قليل المهابة ، بخيلا بالوظائف ، حسن الخلق ، كثير الفكاهة منصفا في البحث ، وكان أعظم ما يعاب به تمكينه ولده جلال الدين من أموره ، توفي في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وثمانمائة ودفن خارج باب النصر.
ثم وليها ولده جلال الدين.
[محمد بن الجزري]
ثم درس بها فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الجزري الدمشقي ، قال الاسدي في تاريخه : اخذ عن والده القراآت ويسيرا من النحو ولم يكن يعرف شيئا غير ذلك. وكان عنده إقدام وجراءة ، ويتكلم كلاما كثيرا لا حاصل له ، وسافر الى مصر غير مرة ، وحصل تدريس الاتابكية ونظرها «يعني عن جلال [الدين] بن ابي البقاء» وكان بيده جهات والده نصف خطابة جامع التوبة ، ومشيخة الاقراء في عدة أماكن ، وكان يخطب حسنا ويقرأ في المحراب جيدا ، توفي بمنزله بالاتابكية يوم الاثنين ثالث عشرين صفر سنة اربع عشرة وثمانمائة وهو في عشر الاربعين اظنه ابن خمس وثلاثين سنة ، ونزل عن وظائفه