للشيخ شهاب الدين بن حجي وحصل في وظائفه خباط وذلك ان القاضي لما بلغه ضعفه وانه مطعون عين الاتابكية لشهاب الدين بن حوان وخطابة جامع التوبة لشيخنا شهاب الدين بن حجي ، ثم انه ظهر انه نزل عن جميع وظائفه للشيخ شهاب الدين بن حجي فامضى ذلك القاضي ، ثم ان الشيخ نزل عن نصف خطابة جامع التوبة لابن الحسباني وأظن ان ابن الحسباني لما بلغه وفاة ابن الجزري قصد الشيخ شهاب الدين بن حجي فولاه نصف الخطابة لأنه الناظر الخاص ، وذلك قبل ان يعلم الشيخ بنزول ابن الجزري فالتزم ذلك ، ولقد عجبت من شيخنا في ولايته له مع تصريحه بأن شرط الواقف غير موجود فيه لعدم حفظ القرآن ، ولا أعلم انه وقعت من شيخنا قصة أنكرها كل من سمعها غير هذه ، والجواد لا بد له من كبوة.
ثم ان ابن عبادة الصغير الذي هو شافعي جاء بنزول من ابن الجزري بتدريس الاتابكية فقال قاضي القضاة ابن الاخنائي اسكت لا تتكلم بهذا حتى لا يسمع الشيخ يغتاظ فقال لو وصلت يد ابن حجي الى السماء لا أسكت عنه ، فأنكر هذا من بلغه [ص ٤٥] وبالغ في سب ابن عبادة وسب ابيه الحنبلي وغلب على ظن كل أحد ان ما معه زور مفتعل لا حقيقة له مع عدم أهلية ، وفي يوم الاربعاء رابع عشرين صفر سنة أربع عشرة المذكورة حضر شيخنا درس الاتابكية وحضر معه القضاة ولم أحضر هذا الدرس وبلغني أنه حصل لابن عبادة في هذا المجلس اهانة زائدة وهدد بالكلام القبيح على ما نقل ولم يتكلم بكلمة واحدة.
وفي هذا اليوم توفي يونس ابن القاضي علاء الدين بن أبي البقاء وولي في وظائفه. وحضر في تدريس العزيزية والقيمرية الشيخ شهاب الدين بن حجي ، والمتصدر قاضي القضاة نجم الدين بن
القلائد الجوهرية م ـ ١٢