أول السادس عشر بعد المائة الى آخر السادس عشر بعد الاربعماء ، ولكن الثامن بعد الاربعمائة وكذا الثالث عشر بعد الاربعمائة وما بعدها إلى آخر الامالي ليست من التخريج ، أما الثامن بعد الاربعمائة فأملاه فيما يتعلق بغلاء السعر وتغيير السكة وغير ذلك مما كان حدث ، وذلك في ربيع الآخر سنة خمس وثمانمائة ، وأما الثالث عشر فأملاه فيما يتعلق بطول العمر ، وأما الرابع عشر والخامس عشر فأملاهما من الاحاديث الستين العشاريات التي خرجها له أبو الفضل بن حجر صلة للاربعين التي خرجها هو لنفسه ، وكان السبب في عدوله اليها كبره ، وضعف عليه التخريج فاستروح الى املاء شيء قد خرج ، ولم يحتج فيه الى تعب المراجعة ، وكان ذلك لسؤال ابن حجر له في ذلك ، واشارة رفيقه نور الدين وولده الحافظ ولي الدين ففعل ذلك بعد قطع الاملاء مدة.
ثم لما كان في صفر سنة ست وثمانمائة وتوقف النيل ووقع الغلاء المفرط أملى مجلسا فيما يتعلق بالاستسقاء وهو المجلس الاخير وهو السادس عشر بعد الاربعمائة ، وفي أثناء ذلك استسقى به أهل الديار المصرية وتقدم فصلى بهم اماما وخطب خطبة بليغة ، فرأى الناس البركة من كثرة الشيء ووجوده مع غلائه ، ورحل اليه الخلق من مشارق الأرض ومغاربها ، وأخذ عنه الحافظ أبو الوفاء الحلبي وانتفع [ص ١٤٢] به خلق.
وكانت وفاته ليلة الاربعاء ثامن شعبان سنة ست وثمانمائة بالقاهرة ، وصلي عليه بجامع الحاكم ، وولي الصلاة عليه شهاب الدين احمد الذهبي الدمشقي ، ودفن في تربته خارج باب البرقية ، رحمهالله فلقد كان للدنيا به بهجة ، ولمصر به مفخر ، وللناس به انس ، ولهم منه فوائد جمة.
* * *
القلائد الجوهرية م ـ ٢٩