ومنهم ـ محمد بن احمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي الاصل الدمشقي الشافعي المعروف بالذهبي ، الامام العلامة شيخ المحدثين وقدوة الحفاظ ومؤرخ الشام ومفيده شمس الدين أبو عبد الله.
ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة بدمشق ، وجمع القراءات السبع على أبي عبد الله بن جبريل المصري نزيل بيت المقدس ، فقرأ عليه ختمة جامعة بما اشتمل عليه التيسير للداني ونظمه حرز الاماني للشاطبي ، وعني بالحديث من سنة اثنتين وتسعين فسمع مالا يحصى كثرة من الكتب الكبار والاجزاء على خلق ، فسمع من أحمد بن شاكر موطأ مالك رواية أبي مصعب وغيره ، ومن علي بن القواس معجم ابن جميع وخلق ، ورحل الى مصر فسمع بها على أبي المعالي الأبرقوهي السيرة لابن اسحاق وغيرها ، وبالقاهرة على الحافظ شرف الدين الدمياطي وغيره ، وبالاسكندرية من الغرافي ، وببعلبك من التاج عبد الحق ، وبحلب من سنقر ، وبنابلس من العماد بن بدران وغيره ، وبمكة من الفخر التوزري وعدة ، وأجاز له باستدعاء الشيخ علاء الدين بن العطار وأحمد بن ابي الخير الحداد والشيخ عبد الرحمن بن ابي عمر وخلق ، وشيوخه في معجمه الكبير أزيد من ألف ومائتين بالسماع والاجازة ، وخرج لجماعة من شيوخه وأقرانه وجرح وعلل وعدل واستدرك وأفاد وانتقى واختصر كثيرا من تواريخ المتقدمين والمتأخرين وكتب علما كثيرا.
وصنف الكتب المفيدة منها : تاريخ الاسلام في عشرين مجلدا ، وسير [النبلاء](١) في عشرين سفرا ، وميزان الاعتدال في نقد الرجال
__________________
(١) في الاصل : النبا.