عن الركن دخان (١) وغيره ، والنحو عن العلاء العايدي (٢) الحنفي ، والاصول عن العلاء البخاري ، وقيل انه سمع صحيح البخاري على عائشة بنة عبد الهادي ، وبرع في الفنون ، وتصدى للافادة والافتاء ، وولي قضاء الحنفية بدمشق مسؤولا بدون ارشاء غير مرة فحمدت سيرته وكان ذا همة عالية ونفس أبية من خيار القضاة وسروات الناس عقلا ودينا وتواضعا وكرما ومن محاسن دمشق.
مات مصروفا عن القضاء في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وثمانمائة بمنزله بالحواكير تحت قبة سيّار (٣) وغربي زاوية سيدي أبي بكر بن قوام (٤) ، وصلي عليه بباب منزله ثم دفن تجاهه وكانت جنازته حافلة جدا وكثر الدعاء له والتأسف عليه.
* * *
ومنهم ـ يوسف بن احمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله ابن يحيى بن عبد الرحمن الباعوني الصالحي الشافعي العلامة الاديب المفنن قاضي القضاة جمال الدين ابو المحاسن بن العلامة قاضي القضاة شهاب الدين.
ولد يوم السبت ثامن عشر جمادى الآخرة سنة خمس وثمانمائة ببيت المقدس ، ثم انتقل به والده وهو في الرابعة الى صالحية دمشق ، فقرأ القرآن وصلى به وحفظ المنهاجين وألفية ابن مالك ، وشرع في الاشتغال فبحث على الشهاب الغزي منهاج النووي ، ثم على البرهان ابن خطيب عذرا ، ثم الشمس البرماوي ، ثم الشمس الكفيري ، وأخذ
__________________
(١) ستأتي ترجمته ص ٥٠١
(٢) في الضوء اللامع : العابدي.
(٣) انظر موضعها في مخطط الصالحية.