النحو عن الشمس البرماوي وبحث عليه في قواعد العلائي ، ثم ارتحل الى القاهرة سنة ثمان وعشرين للاشتغال فالزمه كاتب السر النجمي بن حجي بكتابة سر صفد ، ثم سأل الاستعفاء منها في سنة تسع وعشرين واعتل بانها لا تكفيه فاضيف له اليها القضاء بها في سنة ثلاثين ، ثم امتنع منها في أوائل سنة ست وثلاثين بعد تضرر كثير من رفقته وسوء سيرتهم لا سيما الزيني عبد الرحمن بن نصر الله البغدادي الحنبلي ، فحكم بعزله وألغى جميع احكامه لفسقه وتساهله باحكام الشريعة ، وانتقل الى عند اخوته بدمشق فناب في القضاء فيها لابن حجي الى ان سافر الى القاهرة فقدمها يوم الخميس رابع عشري ربيع الاول سنة ثمان وثلاثين ، ثم تولى كتابة سر صفد وقضاءها أيضا يوم الاربعاء مستهل ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين ، ثم ولي قضاء طرابلس ، ثم عزل منها ، وولي حلب ، ثم عزل منها وولي دمشق وأقام بها مدة طويلة يعزل في أثنائها مرارا ، وباشر الوظيفة بعفة وهيبة ودين وورع ، وسمع على عائشة بنت عبد الهادي والزين القبابي والتدمري وابن رسلان.
ومات منفصلا عن القضاء دهرا في المحرم سنة ثمان وثمانمائة بصالحية دمشق ، ودفن بتربة البواعنة شمالي الزاوية الداودية قبلي الروضة (١).
* * *
ومنهم ـ محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع بن جعفر الزيني الصالحي الفقيه الصالح الزاهد قاضي القضاة شمس الدين ابو عبد الله.
ولد سنة اثنتين وستين وستمائة وتوفي أبوه سنة ثمان وستين وكان من
__________________
(١) انظر مكان الزاوية الداودية ومقبرة الروضة في مخطط الصالحية.